فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة التوبة: آية 104]

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لم) حرف نفي وجزم (يعلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (يقبل) مضارع مرفوع، والفاعل هو (التوبة) مفعول به منصوب (عن عباد) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يقبل) بتضمينه معنى يتجاوز، و(الهاء) مضاف إليه (الواو) عاطفة (يأخذ) مثل يقبل (الصدقات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (أنّ اللّه هو) مثل الأولى (التوّاب) خبر أنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه.. يقبل) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلموا.
والمصدر المؤوّل الثاني (أنّ اللّه.. التواب) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول ومؤكّد لمعناه.
جملة: {لم يعلموا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو يقبل...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {يقبل...} في محلّ رفع خبر هو.
وجملة: {يأخذ...} في محلّ رفع معطوفة على جملة يقبل.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ} أي يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله، فالأخذ هنا استعارة للقبول، وجوز أن يكون اسناد الأخذ إلى اللّه تعالى مجازا مرسلا.

.[سورة التوبة: آية 105]

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (قل) مثل خذ، (اعملوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) تعليليّة (سيرى اللّه... كنتم تعملون) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا و(المؤمنون) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اعملوا...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {سيرى اللّه...} لا محلّ لها تعليليّة.

.البلاغة:

المجاز: في قوله تعالى: {فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} والإنباء مجاز عن المجازاة أو كناية، أي يجازيكم حسب ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ففي الآية وعد ووعيد.

.[سورة التوبة: آية 106]

{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (آخرون) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (مرجون) نعت مرفوع وعلامة الرفع الواو (لأمر) جارّ ومجرور متعلّق بـ(مرجون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إمّا) حرف إبهام- أو شك- (يعذّب) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (إمّا يتوب) مثل الأول ومعطوف عليه، وفاعل الفعلين ضمير هو (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يتوب)، (واللَّه عليم حكيم) مثل واللَّه سميع عليم.
جملة: {آخرون... إمّا يعذّبهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: {يعذّبهم} في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخرون).
وجملة: {يتوب عليهم} في محلّ رفع معطوفة على جملة يعذّبهم.
وجملة: {اللَّه عليم...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(مرجون)، جمع مرجا، وهو محفّف عن مرجأ، اسم مفعول من الرباعيّ أرجى، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.. ومرجون فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجمع، وأصله مرجيون، حيث نقلت ضمّة الياء إلى الجيم فالتقى ساكنان، حذفت الياء لالتقاء الساكنين.

.[سورة التوبة: آية 107]

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصادًا لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (107)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر لخبر مقدّم أي منهم الذين اتّخذوا مسجدا، (اتّخذوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (مسجدا) مفعول به منصوب (ضرارا) مفعول لأجله منصوب، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (كفرا، تفريقا، إرصادا) أسماء معطوفة على (ضرارا) منصوبة (بين) ظرف منصوب متعلّق بـ(تفريقا)، (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ(إرصادا)، (حارب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ(حارب)، (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (يحلفنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتولي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.. و(النون) نون التوكيد (ان) نافية (أردنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (إلّا) أداة حصر (الحسنى) مفعول به منصوب، وهو نعت لمنعوت محذوف أي إلّا الخصلة الحسنى (الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة (كاذبون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (منهم) {الذين...} لا محلّ لها معطوفة على جملة آخرون..
وجملة: {اتّخذوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {حارب...} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {يحلفنّ...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {إن أردنا...} لا محلّ لها جواب قسم معبّر عنه بقوله يحلفنّ.
وجملة: {اللّه يشهد...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يشهد...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: {إنّهم لكاذبون} في محلّ نصب مفعول به عامله يشهد، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في خبرها.

.الصرف:

(تفريقا)، مصدر قياسيّ لفعل فرّق الرباعيّ، وزنه تفعيل.
(إرصادا)، مصدر قياسيّ لفعل أرصد الرباعيّ، وزنه إفعال.

.الفوائد:

قصة مسجد الضّرار نزلت هذه الآية في جماعة من المنافقين بنوا مسجدا يضارّون به مسجد قباء.
وكانوا اثني عشر رجلا من أهل النفاق، بنوا هذا المسجد ضرارا أي لإيقاع الضرر بين المسلمين وكفرا (أي ليكفروا فيه باللّه ورسوله)، ولتفريق الكلمة.
وكان يصلي بهم فيه مجمع بن جارية وكان شابا يقرأ القرآن، لكنه لم يعلم بأمرهم وخبثهم، فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول اللّه: إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا وتصلي فيه، وتدعو بالبركة، فقال له صلّى اللّه عليه وآله وسلم: إني على جناح سفر، ولو قدمنا إن شاء اللّه تعالى أتينا فصلينا فيه.
ولما انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم راجعا من تبوك نزل بذي أوان، وهو موضع قريب من المدينة، فأتاه المنافقون وسألوه أن يأتي مسجدهم، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فأنزل اللّه هذه الآية، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشيا، فقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه. فخرجوا مسرعين، حتى دخلوا المسجد، وفيه أهله، فأحرقوه وجعلوه إنقاضا، وتفرق عنه أهله.
ففي هذه القصة عبرة عظيمة كيف أن أعداء الدين يحاربون الدين من خلال الدين ومن خلال بناء المساجد، فليحذر المسلمون ولا ينخدعوا بالمظاهر.

.[سورة التوبة: آية 108]

{لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)}

.الإعراب:

(لا) ناهية جازمة (تقم) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (في) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(تقم)، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ(تقم)، (اللام) لام الابتداء (مسجد) مبتدأ مرفوع (أسّس) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على التقوى) جارّ ومجرور متعلّق بـ(أسس)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (من أول) جارّ ومجرور متعلّق بـ(أسّس)، (يوم) مضاف إليه مجرور (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (تقوم) مضارع منصوب، والفاعل أنت (فيه) مثل الأول، متعلّق بـ(تقوم).
والمصدر المؤوّل (أن تقوم) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق بـ(أحقّ) أي بأن تقوم.
(فيه) مثل الأول متعلّق بخبر مقدّم (رجال) مبتدأ مؤخّر مرفوع (يحبّون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) مثل الأول (يتطهّروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يتطهّروا) في محلّ نصب مفعول به عامله يحبّون.
(الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المطّهّرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {لا تقم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لمسجد أسّس...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {أسّس...} في محلّ رفع نعت لمسجد.
وجملة: {تقوم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {فيه رجال...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يحبّون} في محلّ رفع نعت لرجال.
وجملة: {يتطهّروا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: {اللّه يحبّ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يحبّ...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).

.الصرف:

(المطّهّرين)، جمع المطّهّر، اسم فاعل من فعل تطهّر الخماسيّ، فيه إبدال تاء التفعّل طاء لاقتراب المخرجين، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة، والجمع المتفعّلون.

.البلاغة:

فن الترويد: في قوله تعالى: {أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ} وفن الترويد هو أن يعلق المتكلم لفظة من الكلام بمعنى، ثم يردها بعينها، ويعلقها بمعنى آخر، كقوله تعالى: {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظاهِرًا مِنَ الْحَياةِ} فيعلمون الأولى منفية، والثانية مثبتة، ولكل من المعنيين مناسبة اقتضت ذلك المعنى، وقوله الذي نحن بصدده، فإن فيه الأولى متعلقة بتقوم، وفيه الثانية خبر مقدم. ولكل منهما معنى.